عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ
ٱلَّذِى هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ
ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ
أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلْأَرْضَ مِهَٰدًا
وَخَلَقْنَٰكُمْ أَزْوَٰجًا
وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا
وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ لِبَاسًا
وَجَعَلْنَا ٱلنَّهَارَ مَعَاشًا
وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا
وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا
وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلْمُعْصِرَٰتِ مَآءً ثَجَّاجًا
لِّنُخْرِجَ بِهِۦ حَبًّا وَنَبَاتًا
إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ كَانَ مِيقَٰتًا
يَوْمَ يُنفَخُ فِى ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا
وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَٰبًا
وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا
إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا
لَّٰبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَابًا
لَّا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا
إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا
إِنَّهُمْ كَانُوا۟ لَا يَرْجُونَ حِسَابًا
وَكَذَّبُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا كِذَّابًا
وَكُلَّ شَىْءٍ أَحْصَيْنَٰهُ كِتَٰبًا
فَذُوقُوا۟ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا
إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا
لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّٰبًا
جَزَآءً مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابًا
رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلرَّحْمَٰنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا
يَوْمَ يَقُومُ ٱلرُّوحُ وَٱلْمَلَٰٓئِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَٰنُ وَقَالَ صَوَابًا
ذَٰلِكَ ٱلْيَوْمُ ٱلْحَقُّ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِۦ مَـَٔابًا
إِنَّآ أَنذَرْنَٰكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ ٱلْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ ٱلْكَافِرُ يَٰلَيْتَنِى كُنتُ تُرَٰبًۢا
فَٱلْمُدَبِّرَٰتِ أَمْرًا
يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ
قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ
يَقُولُونَ أَءِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِى ٱلْحَافِرَةِ
أَءِذَا كُنَّا عِظَٰمًا نَّخِرَةً
قَالُوا۟ تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ
فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَٰحِدَةٌ
فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ
هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ مُوسَىٰٓ
إِذْ نَادَىٰهُ رَبُّهُۥ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُۥ طَغَىٰ
فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰٓ أَن تَزَكَّىٰ
وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ
فَأَرَىٰهُ ٱلْءَايَةَ ٱلْكُبْرَىٰ
فَقَالَ أَنَا۠ رَبُّكُمُ ٱلْأَعْلَىٰ
فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلْءَاخِرَةِ وَٱلْأُولَىٰٓ
إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰٓ
ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَىٰهَا
رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّىٰهَا
وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَىٰهَا
وَٱلْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ
أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَىٰهَا
مَتَٰعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَٰمِكُمْ
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ
يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلْإِنسَٰنُ مَا سَعَىٰ
وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ
وَءَاثَرَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا
فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ
وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ
فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِىَ ٱلْمَأْوَىٰ
يَسْـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَىٰهَا
فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَىٰهَآ
إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ
إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَىٰهَا
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوٓا۟ إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَىٰهَا
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكْرَىٰٓ
وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ
وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسْعَىٰ
كَلَّآ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ
مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍۭ
قُتِلَ ٱلْإِنسَٰنُ مَآ أَكْفَرَهُۥ
مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُۥ
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ
ثُمَّ ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ
ثُمَّ أَمَاتَهُۥ فَأَقْبَرَهُۥ
ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ
كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُۥ
فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِۦٓ
أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَآءَ صَبًّا
ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلْأَرْضَ شَقًّا
فَأَنۢبَتْنَا فِيهَا حَبًّا
مَّتَٰعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَٰمِكُمْ
فَإِذَا جَآءَتِ ٱلصَّآخَّةُ
يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ
لِكُلِّ ٱمْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ
إِذَا ٱلشَّمْسُ كُوِّرَتْ
وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتْ
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ سُيِّرَتْ
وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ
وَإِذَا ٱلْوُحُوشُ حُشِرَتْ
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ
وَإِذَا ٱلنُّفُوسُ زُوِّجَتْ
وَإِذَا ٱلْمَوْءُۥدَةُ سُئِلَتْ
وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ كُشِطَتْ
وَإِذَا ٱلْجَحِيمُ سُعِّرَتْ
وَإِذَا ٱلْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ
فَلَآ أُقْسِمُ بِٱلْخُنَّسِ
وَٱلَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ
وَٱلصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ
إِنَّهُۥ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
ذِى قُوَّةٍ عِندَ ذِى ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ
وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ
وَلَقَدْ رَءَاهُ بِٱلْأُفُقِ ٱلْمُبِينِ
وَمَا هُوَ عَلَى ٱلْغَيْبِ بِضَنِينٍ
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَٰنٍ رَّجِيمٍ
إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَٰلَمِينَ
لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ
وَمَا تَشَآءُونَ إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ
إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ
وَإِذَا ٱلْكَوَاكِبُ ٱنتَثَرَتْ
وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ
وَإِذَا ٱلْقُبُورُ بُعْثِرَتْ
عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ ٱلْكَرِيمِ
ٱلَّذِى خَلَقَكَ فَسَوَّىٰكَ فَعَدَلَكَ
فِىٓ أَىِّ صُورَةٍ مَّا شَآءَ رَكَّبَكَ
كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِٱلدِّينِ
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَٰفِظِينَ
يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ
إِنَّ ٱلْأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ
وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِى جَحِيمٍ
يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ
وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
ثُمَّ مَآ أَدْرَىٰكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ
يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْـًٔا وَٱلْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ
ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُوا۟ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ
وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ
أَلَا يَظُنُّ أُو۟لَٰٓئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ
يَوْمَ يَقُومُ ٱلنَّاسُ لِرَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ
كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا سِجِّينٌ
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ
إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ
كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ
كَلَّآ إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ
ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا۟ ٱلْجَحِيمِ
ثُمَّ يُقَالُ هَٰذَا ٱلَّذِى كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ
كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلْأَبْرَارِ لَفِى عِلِّيِّينَ
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ
يَشْهَدُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ
إِنَّ ٱلْأَبْرَارَ لَفِى نَعِيمٍ
عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
تَعْرِفُ فِى وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ ٱلنَّعِيمِ
يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ
خِتَٰمُهُۥ مِسْكٌ وَفِى ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَٰفِسُونَ
وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسْنِيمٍ
عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا ٱلْمُقَرَّبُونَ
إِنَّ ٱلَّذِينَ أَجْرَمُوا۟ كَانُوا۟ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ يَضْحَكُونَ
وَإِذَا مَرُّوا۟ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ
وَإِذَا ٱنقَلَبُوٓا۟ إِلَىٰٓ أَهْلِهِمُ ٱنقَلَبُوا۟ فَكِهِينَ
وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوٓا۟ إِنَّ هَٰٓؤُلَآءِ لَضَآلُّونَ
وَمَآ أُرْسِلُوا۟ عَلَيْهِمْ حَٰفِظِينَ
فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ
عَلَى ٱلْأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ
هَلْ ثُوِّبَ ٱلْكُفَّارُ مَا كَانُوا۟ يَفْعَلُونَ
إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
وَإِذَا ٱلْأَرْضُ مُدَّتْ
وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ
وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ
يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ
فَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ
فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهْلِهِۦ مَسْرُورًا
وَأَمَّا مَنْ أُوتِىَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهْرِهِۦ
فَسَوْفَ يَدْعُوا۟ ثُبُورًا
إِنَّهُۥ كَانَ فِىٓ أَهْلِهِۦ مَسْرُورًا
إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ
بَلَىٰٓ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرًا
فَلَآ أُقْسِمُ بِٱلشَّفَقِ
وَٱلْقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ
لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ
فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ ٱلْقُرْءَانُ لَا يَسْجُدُونَ
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُكَذِّبُونَ
وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ
فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍۭ
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ
قُتِلَ أَصْحَٰبُ ٱلْأُخْدُودِ
ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ
إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ
وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
وَمَا نَقَمُوا۟ مِنْهُمْ إِلَّآ أَن يُؤْمِنُوا۟ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ
ٱلَّذِى لَهُۥ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ
إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُوا۟ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا۟ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ
إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّٰلِحَٰتِ لَهُمْ جَنَّٰتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ ذَٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ
إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ
إِنَّهُۥ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ
وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ
هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ
بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فِى تَكْذِيبٍ
وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطٌۢ
بَلْ هُوَ قُرْءَانٌ مَّجِيدٌ
وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلطَّارِقُ
إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ
فَلْيَنظُرِ ٱلْإِنسَٰنُ مِمَّ خُلِقَ
خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ
يَخْرُجُ مِنۢ بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ
إِنَّهُۥ عَلَىٰ رَجْعِهِۦ لَقَادِرٌ
يَوْمَ تُبْلَى ٱلسَّرَآئِرُ
فَمَا لَهُۥ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ
وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ
وَٱلْأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا
فَمَهِّلِ ٱلْكَٰفِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًۢا
سَبِّحِ ٱسْمَ رَبِّكَ ٱلْأَعْلَى
وَٱلَّذِى قَدَّرَ فَهَدَىٰ
وَٱلَّذِىٓ أَخْرَجَ ٱلْمَرْعَىٰ
فَجَعَلَهُۥ غُثَآءً أَحْوَىٰ
سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ
إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُ إِنَّهُۥ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ وَمَا يَخْفَىٰ
وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرَىٰ
فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكْرَىٰ
سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ
وَيَتَجَنَّبُهَا ٱلْأَشْقَى
ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ
ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ
قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ
وَذَكَرَ ٱسْمَ رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ
بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا
وَٱلْءَاخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰٓ
إِنَّ هَٰذَا لَفِى ٱلصُّحُفِ ٱلْأُولَىٰ
صُحُفِ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ
هَلْ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلْغَٰشِيَةِ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ
تَصْلَىٰ نَارًا حَامِيَةً
تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ
لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِى مِن جُوعٍ
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ
لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةً
فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ
أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيْفَ رُفِعَتْ
وَإِلَى ٱلْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ
وَإِلَى ٱلْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ
فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ
لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ
إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ
فَيُعَذِّبُهُ ٱللَّهُ ٱلْعَذَابَ ٱلْأَكْبَرَ
إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم
هَلْ فِى ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ
ٱلَّتِى لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِى ٱلْبِلَٰدِ
وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُوا۟ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ
وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلْأَوْتَادِ
ٱلَّذِينَ طَغَوْا۟ فِى ٱلْبِلَٰدِ
فَأَكْثَرُوا۟ فِيهَا ٱلْفَسَادَ
فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ
إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ
فَأَمَّا ٱلْإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبْتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكْرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّىٓ أَكْرَمَنِ
وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّىٓ أَهَٰنَنِ
كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ
وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا
وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبًّا جَمًّا
كَلَّآ إِذَا دُكَّتِ ٱلْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا
وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا
وَجِا۟ىٓءَ يَوْمَئِذٍۭ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلْإِنسَٰنُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ
يَقُولُ يَٰلَيْتَنِى قَدَّمْتُ لِحَيَاتِى
فَيَوْمَئِذٍ لَّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُۥٓ أَحَدٌ
وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُۥٓ أَحَدٌ
يَٰٓأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ
ٱرْجِعِىٓ إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً
لَآ أُقْسِمُ بِهَٰذَا ٱلْبَلَدِ
وَأَنتَ حِلٌّۢ بِهَٰذَا ٱلْبَلَدِ
لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِى كَبَدٍ
أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ
يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا
أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُۥٓ أَحَدٌ
أَلَمْ نَجْعَل لَّهُۥ عَيْنَيْنِ
وَهَدَيْنَٰهُ ٱلنَّجْدَيْنِ
فَلَا ٱقْتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ
وَمَآ أَدْرَىٰكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ
أَوْ إِطْعَٰمٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ
أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ
ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا۟ بِٱلْمَرْحَمَةِ
أُو۟لَٰٓئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلْمَيْمَنَةِ
وَٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَٰتِنَا هُمْ أَصْحَٰبُ ٱلْمَشْـَٔمَةِ
عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌۢ
وَٱلْقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا
وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا
وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰهَا
وَٱلسَّمَآءِ وَمَا بَنَىٰهَا
وَٱلْأَرْضِ وَمَا طَحَىٰهَا
وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّىٰهَا
فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَىٰهَا
قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّىٰهَا
وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَىٰهَآ
إِذِ ٱنۢبَعَثَ أَشْقَىٰهَا
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ ٱللَّهِ نَاقَةَ ٱللَّهِ وَسُقْيَٰهَا
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنۢبِهِمْ فَسَوَّىٰهَا
وَٱلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ
وَٱلنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ